بيئة المياه العذبة
تغطي المياه العذبة جزءاً صغيراً من الأرض وتبلغ ثلثاً واحداً فقط من 1% من المياه على
كوكبنا . ومع ذلك فإنها تزود مناطق مختلفة كثيرة تساوي في العدد والمساحة المواطن التي
شكلتها المناطق البّرية ، أن كثيراً من الأنهار تبدأ حياتها عالياً في الجبال كنتيجة لانبثاقها من
نبع جبلي وهطول الأمطار . وتكون الجداول الجبلية سريعة جداً في جريانها وتكون عادة
ضحلة وذات قاع صخري وتختلف كمية المياه الجارية مع اختلاف الأمطار . ولكن عندما
تفيض عن قناتها الضيقة تصبح قادرة على جرف الضفتين المتفتتين المقوضتين وتحمل معها
الأحجار والصخور المستديرة .
ومع قليل من النباتات التي تستطيع الحياة في المجرى الجارف والحجري في الجداول .
والنباتات المائية الوحيدة هي الأشنات وحشيشة الكبد إلى جانب العلقات الصلبة العرضية
التي تتعلق عند السطح .
وتظهر بعض الحيوانات عندما يصبح الجدول الجبلي أعرض قليلاً وجميعها تتكيف مع
الحياة في هذا الماء البارد الفقاعي .
ومن بين هذه الحيوانات تلك التي تعيش في صدوع الصخور مثل قريدس المياه العذبة
Gammarusوبعضها مسطح ذو مخالب أو ممصات يلتصق بواسطتها بالصخور
والحجارة مثل حوراء ذبابة الأحجار وذبابة الزعرور ذات المخالب . بينما يستخدم
البطلينوس والعلقة ممصاتها . أما الأسماك فهي قوية في سباحتها مثل التروتو ( السلمون
المرقط ) واللوتس الحجري ( سمك نهري من الشبابيط ) جمع شبوط- فهي تستطيع التوجه
في التيار المائي .
وعندما يأخذ الجدول طريقة خارج سطح الجبل يصبح أعرض وأبطأ وأغنى في المعادن التي
يحصل عليها من الأرض على جانبيه .
وتزداد الحياة النباتية ويغطي الغرين بالرمل والطين القاع بحيث آن الحياة الحيوانية تشتمل
على الأشكال الحجرية مثل الديدان المختلفة والرخويات .
وتشكل الأعداد النباتية المتزايدة بيوتاً للعديد من الحشرات ويرقاتها مثل الذباب المائي
وذباب الزعرور وغيرها من الخنافس أما الحياة السمكية فهي أغنى بسمك المنوه ( سمك
صغير ) والانقليس وصغار سمك السلمون وتتعدد هنا الطيور التي تتغذى بالحشرات على
ضفاف النهر وحتى في الماء . ونجد الطائر الغطاس يمشي على القاعوعندما يصل النهر
إلى الأراضي المستوية يجري بسلاسة أكبر حيث يصب في بحيرات أو البحر .
هناك ضروب مختلفة كثيرة من قريدس المياه العذبة نوع معروف في
مياه أوروبا وكغيره من الضروب فهو يسبح على جانبه بين الحشائش والأحجار باحثاً عن
الطعام .
وهذه هي المنطقة الأكثر ازدحاماً بالحياة النباتية والحيوانية .
وتندفع الأعشاب الشريطية والهدابية إلى حافة النهر والبحيرات وتشكل مواطناً للحشرات
والطيور مثل الكراكي والفرخ ( سمك نهري ) .
وأخيراً تعيش على ضفاف الأنهار الثدييات متضمنة فأر الحقل وثعلب الماء والزبانة ( من
القوارض ) وفي المناطق المدارية ينمو الدغل الكثيف عند حافة المياه التي تصبح وسيلة
سهلة لحركات الحيوانات أكثر منها في النباتات الكثيفة .
ولهذا قد توجد حيوانات أكبر مثل التابير ( حيوان أمريكي استوائي ) والكيمان والفيل
والغزال . أما في أوراسيا فان الثدييات والزواحف فهي أصغر وتشكل الطيور جزءاً مثيراً
من الحياة الطبيعيةمثل مالك الحزين والغطاس والبط والرخراف ( يصطاد الأسماك ) التي
تعبر المياه بحثاً عن الطعام .
وتختلف البحيرات في حياتها الحيوانية معتمدة على عمر البحيرة وعلى الأرض التي توجد
فيها .
فالبحيرات الجديدة ذات قاع حجري وفيها بعض المعادن وقليل من النباتات والحيوانات
أما البحيرات الأقدم فهي غرينية جزئياً وتعج بالحياة التي تكيف مع مياه تلك المنطقة ولهذا
فان البحيرات الأفريقية تجذب إليها الفرس والغزال والنحام ( طائر مائي طويل العنق
والرجلين ) بأعداد كبيرة وغيرها من الحيوانات الصيادة التي تلازمها كاللواحم . وحيث
يكون سطح المياه عالياً قليل التصريف توجد السبخات والمستنقعات مع كثير من البردي
والأعشاب وهناك الحيواناتالتي تعيش جميعها على الحشرات والطيور الوفيرة مثل
الهازجة ( طائر مغرد ) والضفادع وسلحفاة المياه العذبة ( الرّقْ ) .
بيئات خاصة
الكهوف :
توجد الكهوف في مكانين حول شواطئ الأقطار حيث ضرب البحر جزءاً من الجروف
(منحدرات شاهقة عند الشاطئ ) وداخلياً في الأراضي الكلسية أو الصخور الكلسية .
مثلاً تشيدر Cheddarفي بريطانيا وأجزاء من أركنساس في الولايات المتحدة والمناطق
الداخلية في يوغوسلافيا . والكهوف البحرية هي مجرد امتدادت للمنطقة العلوية أو الندية
من الساحل .
تتشكل الكهوف الكلسية من المياه الكلسية المتصببة عبر الصخور مشكلة فجوات كبيرة
(كهوف) . وفي كثير من هذه السراديب بحيرات وجداول تجري عبرها وهذه الأجسام
تشكل مواطناً لبعض الحيوانات القريبة .
وحيث أنه لا يوجد ضوء في الأعماق الأرضية فليس هناك نباتات خضراء تقتات بها
الحيوانات . ولذلك يجب أن تنبت جميع النباتات خارجاً وقد تأخذ شكل نبات دفع
للداخل أو المعادن والنباتات التالفة التي جرفت مع المياه الجارية أو المواد التي يحتمل أنها
انتقلت عن طريق حيوانات مثل الفأر الحقل والطيور .
ويساعد روث الحيوانات على نمو البكتيريا والفطور والحيوانات الوحيدة الخلية الصغيرة
وهذه هي الحياة البسيطة التي هي بداية لسلسة الغذاء كلها .
إن بعض الحيوانات اللافقارية مثل الديدان والسوس وضروب قليلة من الحشرات تعيش في
قاع المياه وحول أطرافها .
أما القشريات الأكبر فتسبح بحرية في الماء مثل الفريدس الأعمى في كهوف أمريكا
الشمالية وتتمثل اللواحم بعدد من الأسماك الصغيرة والسمندر الغريب ذا الأرجل المغزلية
والفم المنقاري المسطح ويوجد هذا السمندر في كهوف أمريكا الشمالية وكذلك في بعض
المغاور الأوروبية مثل الكهوف اليوغسلافية الكبيرة .
أما الكهوف العميقة والتي تتصل بالخارج تعيش الحيوانات الأرقى مثل الفئران التي تمضيا
النهار تحت الأرض وتخرج ليلاً وكذلك توجد بعض الطيور الأقل شيوعاً مثل طيور الزيت
في أمريكا الجنوبية ويصدر طائر الزيت ( Steatornis Caripensis ) سلسلة من
القرقعة والصرير تساعده في إبحاره في الظلام - وهي عملية مشابهة جداً لصرير الخفاش
ذي الطبقة العالية ( نظام رادار ) وفي الكهوف التي تستوطنها الخفافيش هناك أعداداً من
الحشرات التي تعيش على الروث والخفافيش الميتة وهذه بدورها تجتذب الضواري الأخرى
مثل العناكب والقوارض .
يقضي طائر الزيت يومه في الكهوف فيسكن على الحيد ويظهر ليلاً
للطعام.
وتبني أعشاشها من عصر الفاكهة المنقذفة والروث . وتبني الطيور المتأصلة أعشاشها من
أجل المنتفخ منها .
أخصائي الكهوف
إن جميع حيوانات الكهوف قد عزلت عن بقية العالم في المغاور المظلمة وقد طورت طرقاً
منفصلة عن أقربائها في العالم الخارجي فمعظمها لا يبصر حيث أنه لا يوجد ضوء .
ولتعويض ذلك فقد طور كثير منها أجهزة حساسة للمس .
فمثلاً هناك الزوائد الاستشعارية الشبيهة بالمجسّات لسمكة القطة في الكهوف الأفريقية
واللواقط الرقيقة للقريدس والأجهزة الحساسة للضغط عن الأسماك الصفيحية
الشاطئ الصخري
تتميز الشطآن الصخرية غالباً بالطحالب البحرية التي تغطيها أو تلتصق بها ، وهذا ما يجعل
هذه الصخور زلقة يصعب السير عليها أو التمسك بها .
وعند انحسار الماء في الجزر تبقى البرك الصخرية منها والكبيرة مليئة بالماء والكائنات
البحرية ، فكأنها مماهات طبيعية يبقى فيها مختلف أشكال النبات والحيوان الشاطئية حتى
طمو الماء في فترة المد . وكل واحد من هذه البرك جديرة بالدرس والتقصي كلما سنحت
لك بذلك فرصة .
والأعشاب البحرية كلها طحالب ، وهي لا تختلف عن طحالب المياه العذبة سوى في
قدرتها على العيش في الماء الملح . حتى إن بعض الطحالب البحرية يستوطن بيئات يتسرب
إليها ماء عذب من جدول أو نبع يخفف من ملوحة الماء . وهذه الطحالب خضراء ذات
سعفات أنبوبية رفيعة طويلة .
والسعفات هي الأجزاء التي يمكن يميزها في هذه النباتات البسيطة إذ لا جذور ولا سوق
ولا وراق متميزة فيها .
ومن الطحالب الخضر التي تكثر في برك الشواطئ الصخرية خمس البحر ، وسعفات هذا
الطحلب رفيعة جداً مفلطحة مموجة الحواف .
ويغلب على الطحالب الصخرية اللون البين بالرغم من أن الطحالب كلها يخضورية .
فاللون البني في الطحالب السمراء هو الغالب وكذلك هي الحال في الطحالب ذوات
الخضاب الحمر والزرق والذهبية وغيرها .
وتنتمي الطحالب السمر إلى فصيلة الفوقس . وتلتصق الطحلبة بالصخر بواسطة وطيدة
طرفية مفلطحة يخرج منها ساق الطحلب مغطاة بمادة زلقة تحفظ الرطوبة عند انحسار الماء
وهذا ما يجعل السير على الصخور أو التمسك بها عسيراً .
ومن الفوقس نوع حويصلي تنتشر على سعفاته حويصلات هوائية بحجم حبة البسلى .
وإذا ما ضغطت الحويصلة بشدة انفجرت بفرقعة قوية . وتعمل هذه الحويصلات على
تطويف السعفات قائمة عندما تغمرها المياه .
ومن الفوقس نوع يستوطن البيئات الشاطئية الأعمق هو الطحلب المجدافي . وتتألف
الطحلبة فيه من سعفة مفردة مفلطحة متينة مالسة يتجاوز طولها المتر . وقد يتسنى لك
رؤية هذه الطحالب في يوم يشتد فيه انحسار الماء في الجزر .
ولعل الطحالب الحمر هي الأجمل بين الأعشاب البحرية .وهذه أيضاً من مستوطنات
البيئات الشاطئية الأعمق وهي صغيرة الحجم نوعاً . وقد تجد فيها ظلالاً متفاوتة من
الحمرة . ومن أشهر أنواعها الحزاز الإرلندي الذي يكون بساطاً سميكاً منها على الصخور
المسطحة وإذا رغبت في إضافة بعض الأعشاب البحرية إلى مجموعتك فاختر عينات صغاراً
ليسهل عليك معالجتها .
اغسل الطحلبة بماء عادي ( من الحنفية ) ثم ضعها في طبق ماء لتنتشر سعفاتها .
أدخل تحت الطحلبة ورقة بيضاء سميكة وارفعها من الماء بعناية ، صف الماء عنها جيداً ثم
غط الطحلبة بقطعة رقيقة من القماس القطني ( الموسلين ) وثقل فوقها بثقل يحفظ وضعها
واتركها فوق الورقة حتى تجف جيداً .
عند ذلك يصبح لديك العينة ملتصقة منبسطة السعفات على الورقة وما عليك إلا كتابة
اسم الموقع الذي وجدتها يه وتاريخ اليوم . ويمكنك الإستعانة بكتاب مرجعي لمعرفة اسم
الطحلبة وتسجيله .
وإذا أردت تجنب الكتابة على ورقة العينة مباشرة فاكتب هذه التفاصيل على بطاقة
وألصقها على ورقة العينة .
الرخويات
إذا قدم لك كل من أبو جلمبو Crab ، ومحارة Oysster ، وقوقعة Snail ، وطلب
منك معرفة المجموعة التي تنتمي إليها هذه الحيوانات ، فمن المحتمل أن تنسبها إلى الأسماك
الصدفية Shell – fish ، وإذا أضيف حبار السبيط Cuttefish إلى المجموعة ، فقد
تسميها سمكة ، ومن المحتمل أن لا تجمعها من أي من الثلاثة الآخرين . ونحن نفترض أنك
لست بالطبع ، عالماً في علم الحيوان . لأنك لو كنت كذلك، فإنك لا تستخدم الكلمة "
سمكة صدفية " مطلقاً لأنها مضللة ، فهي تجمع بين حيوانات ليس لها علاقة ببعضها ، وفي
الوقت نفسه تبين أنها أسماك ، بينما هي ليست من الأسماك . والجواب الصحيح للسؤال
هو أن أبو جلمبو حيوان مفصلي Arthropod ، بينما المحارة والقوقعة والحبار كلها
رخوياتMolluscs.
تكون الرخويات قسماً كبيراً ، أو قبيلة ، من المملكة الحيوانية ، ويمكن تمييزها في الحال
من المفصليات Arthropods والفقاريات Vertebrates أو الحيوانات ذات العمود
الفقاري Backboned بأنها ليس لها هيكل Skeleton . فالهيكل جهاز مكون من
أجزاء مفصلية تتصل بها العضلات ، وقد يكون داخلياً (كما هو الحال في الفقاريات التي
تضم السمك والفئران والإنسان ) ، أو خارجياً ( كما هو الحال في أبو جلمبو وجراد
البحر Lobsters والحشرات، التي كلها مفصليات ) ، ولمعظم الرخويات صدفة
خارجية ، ولكنها ليست هيكلاً . ( صورة82)
وحبار السبيط له صدفة أو عظمة داخلية ، ولكنها ليست هيكلاً حقيقياً .
وتنقسم الرخويات إلى ثلاثة طوائف هامة : ذات المصراعين Bivalves أو صفائحية
الخياشيم Lamellibranchs ( مثل بلح البحر Mussels ومحار الجندوفلي ) ، وذات
المصراع الواحد Univalves أو بطنقدميات Gastropods ( مثل القواقع ، والونكل
Wingkles والبزاقات Sluge )، والرأسقدميات Cephalopods ، وتشمل على
الأخطبوط Octopuses وحبار الأسكويد وحبار السبيط .
ولجميع الرخويات بعض الصفات المميزة ، التي نشأت بطرق مختلفة في المجموعات
المتنوعة.
القدم : عضو يقع في الجزء السفلي أو البطني من الجسم ويتركب من كتلة عضلية
وهو عضو الحركة عند الرخويات المتحركة .
البرنس : ثنية
Foldجلدية تحيط بالجسم ، ويوجد بينها وبين الجسم تجويف
يسمى تجويف البرنس ، الذي يحتوي على الخياشيم Gills .
الصدفة : يفرزها البرنس وتختلف كثيراً في الشكل .
وتتركب الصدفة في ذات المصراعين من نصفين كل منهما على هيئة طبق ، متشابهاً غالباً
في الشكل والحجم ويرتبطان مفصلياً . وينفتح المصراعان عندما يتنفس الحيوان ويتناول
طعامه . ويقفل المصراعان بإحكام إذا ما أثيرات أو هددت بالجفاف ، وذلك بوساطة
عضلة قافلة Adductor Muscle متصلة بمصراعي الصدفة .
وصدفة ذات المصراع الواحد تأخذ شكل أنبوبة حلزونية ملتوية ، وهي أصداف القواقع
المألوفة ، ولكنها تشبه خيمة صغيرة في حالة حيوانات الليمبت Limpets ، أما البزاقات
، التي ليست لها صدفة على الإطلاق ، فهي بطنقدميات تنتمي إلى مجموعة القواقع .
والرأسقدم Cephalopod الوحيد الذي له صدفة حقيقية يعيش داخلها هو النوتي
Nautilus" وعظمة" حبار السبيط هي في الواقع صدفة ، كانت خارجية ثم تغلغلت
بالجسم أثناء التطور Evolution .
وتتركب أصداف الرخويات من كربونات الكلسيوم Calcium Carbonate بصفة
خاصة ، وهي نفس مادة الطباشير والحجر الجيري .
الرخويات والإنسان
أهم فوائد الرخويات هو استخدامها كطعام ، فبعضنا قد يشتري من وقت لآخر ، محار
الكوكل Cockles وبلح البحر حياً ، ويأكل الحلزون البحري أو محار Whelks or
Winkles المياه المالحة الأكثر رفاهية . وتعتبر الرخويات منذ آلاف السنين ، أهم مصدر
للطعام بالنسبة إلى للأشخاص الذين يعيشون على الفطرة بالقرب من الشواطئ ، وتوجد
في بعض أجزاء من العالم ، روابي وجسور من أصداف الكوكل والمحار مختلطة مع أدوات
حجرية ، وذلك يبين ان الرجل الأول قد استفاد من هذا المورد من الطعام .
وهناك محصول آخر للرخويات أقل أهمية ولكنه أكثر إثارة ، ، وهو اللؤلؤ pearks ولقد
قيمت على أنها جواهر Gems منذ الأزمات الأولى ، وكان أول مصدر لها محار الماء
العذب المسمى يونيو ولقد حصل يوليوس قيصر Julius Caesar عندما غزا بريطانيا
على كمية من لآلئ المياه العذبة هذه . واستخدم بعضها كغطاء لأحد الدروع ، وضعه في
معبد فينوس Venus بروما .
والآن يحصل على كل اللآلئ الطبيعية تقريباً كناتج ثانوي من صناعة اصداف اللؤلؤ ، التي
تعتمد على محار المياه البحرية من جنس بنكتادا Pinctada ، ولهذا المحار صدفة مفلطحة
كبيرة ، تختلف كثيراً عن صدفة المحار الذي يؤكل .
ويزدهر محار اللؤلؤ في مياه المناطق الحارة ، وتصنع من صدفته مواد للزينة والأزرار ،
وهذه الصناعة لها أهمية كبيرة . واللآلئ التي قد توجد من حين إلى آخر ما هي إلا محصول
ثانوي ضئيل كما ذكرنا من قبل .
ويتكون اللؤلؤ إذا ما دخل طفيل Parasiteأو حبة من الرمل في أنسجة البرنس
Mantle، الذي يغلفها ببطء بطبقات من نفس المادة المكونة لأم اللؤلؤ Mother-
of Pearl ، على السطح الداخلي للصدفة ويحث اليابانيون بمهارتهم وصبرهم محار المياه
المالحة على صناعة اللآلئ حسب الطلب .
ويحدث ذلك بعمل بلبوعة Pellet " صغيرة من المصدف أولاً ، وتغطي بنسيج حي من
الحافة ، أو جزء البرنس صانع صدفة المحار ، ثم تغرس بدقة في برنس محارة أخرى ، ثم
توضع ثانية في الماء وهي حية.فيتكون اللؤلؤ تدريجياً حول كرة الصدف الصغيرة الواقع،
هي " اللآلئ المزروعة Cultured Pearls " الشهيرة . ولقد أستخرج سكان منطقة
الحضارة القديمة في البحر المتوسط صبغة أرجوانية Purple Dye من افراز ودعة حلزون
البحر ميوركس ترنكيولس Murex trunculus ، وكانت بلدة صورة Tyreأكبر
مركز للإنتاج حتى أصبحت الصبغة تعرف بإسم الأرجوان الصوري Tyrian Purple
وكانت تعتبر ثمينة جداً ، لا يستخدمها سوى الأثرياء والأشخاص ذوو الحيثية فقط .
وقليل من الرخويات خطر ، والأصداف المخروطية الجميلة الموجودة في الصخور المرجانية
بالمناطق الحارة من أحب الأصداف لحامعيها . وهذه الحيوانات وهي حية ، تكون مجهزة
بخرطوم PrProboscis يحمل " زبان Sting " سام جداً ، حتى لقد قتل بعض
الأشخاص نتيجة لدغة من صدفة مخروطية .
ليس لها هيكل
للرخويات جسم لين بدون أطراف ن وليس لها هيكل داخلي ، كما هي الحال عند
الفقاريات ، أو خارجي كما هي الحال عند المفصليات .وصدفتها ليست هيكلاً حقيقياً .
الرخويات
الرخويات The Molluse ، مجموعة من الحيوانات القديمة ، عاشت في البحر منذ
400-500 مليون عام قبل أن تكتشف أي حياة نباتية أو حيوانية على الأرض . وما
زال معظمها الآن يعيش في البحر، لكن يوجد القليل منها على البر وفي المياه العذبة .
وأهم ثلاث طوائف للرخويات هي البطنقدميات Gastropoda وصفائحية الخياشيم
Lamellibranchia والرأسقدميات Cephalopoda ، بالإضافة إلى ذلك ثنائية
العصب Amphieneura ومجدافية القدم Scaphopoda التي تمثلها نابيات الصدف
(نتاليومDentalium )، وطائفة سادسة هي وحيدة اللوح Monopla cophora
وتشتمل على نوع واحد حي فقط ، وهو حيوان رخو بدائي نيوبلينا جالاثيا glatheae
Neopilina .
اكتشفت عام 1952 في فجوة عميقة بالمحيط الهادي .
ذات المصراعين أو صفائحية الخياشيم
تتركب الصدفة Shell في ذات المصراعين Bivalves من نصفين طبقي الشكل
shaped يتصلان ببعضهما مفصليا ، ويرتبطان بعضلة واحدة أو عضلتين تعرف
بالعضلات القافلة Adductor Muscles، وهذه تمكن الحيوان من غلق صدفته
بإحكام شديد . ويحفر الكثير من ذات المصرعين في الرمل والطين، وبعضها الآخر مثبت
في الصخور ، ويسبح محار السكالوب Scallops بسهولة ، وذلك بفتح وغلق مصراعي
الصدفة .
بلح البحر Mussel ( ميتلس أديولس Mytilus edulis ) هذا المحار مثبت في
الصخور بوساطة حزمة من الخيوط تسمى النسال Byssus .
صدفة فينوس Venus Shell ( فينوس ميرسيناريا Venus Mercenaria ) تعيش
مدفونة في الطين ، وتتنفس من خلال زوج من أنابيب لحمية تسمى المزاريق Siphons
، فيدخل الماء من أنبوبة ويخرج من الأخرى . ( صورة86)
لزيق عملاق Glant Clam ( تريداكنا جيجاس Tridacna gigas) ، أكبر
وأضخم جميع الرخويات ذات المصراعين ، ويوجد على صخور المرجان Coral في
البحار الاستوائية ، وقد يزن المصراع الواحد ( أو جانب واحد من الصدفة ) قنطارين .
ثنائية العصب
تشتمل على الكيتون Chiton أو غطاء من سلسلة ألواح ، وهي أكثر الرخويات بدائية
( ما عدا نيوبلينا Neopiline الموجودة في البحار العميقة ) ، والجسم مغطى بثمانية
ألواح صدفية تتصل بعضها مفصلياً ، بحيث يمكنها أن تنحني وهي متصلة ببعضها بحزام
عضلي حول حافة الجسم Lepidochitons ciereus ، ويعيش الكيتون زاحفاً ببطء
على الصخور ويبلغ طول أشهر نوع بريطاني لبيد وكيتونا سينيريوس
Lepidochitona cineruse
بطنقدميات
القدم جيدة التكوين للزحف والرأس واضح ، والصدفة ومعها جزء من الجسم المحتوي
على الأحشاء Viscera ( الأعضاء الداخلية والأمعاء ) تكون في الغالب حلزونية الألتواء
، وهذه هي أكبر أنواع الرخويات انتشاراً ، وتشتمل على أنواع بحرية وبرية ، وأنواع
تعيش في المياه العذبة .
بعض البطقدميات البحرية
بطلينوس Limpet ( باتيلا فولجاتا Patella vulgata ) . يعيش ملتصقاً بالصخور
بين حدود المد والجزر، وحتى أقوى الأمواج لا تستطيع أن تقطع التصاقه .
صدفة اذنبة أو أورمر Ear Shel or Ormer ( هاليوتيس تيربوكيولاتا Halitotis
Tuberculata ) صدفة جميلة وتوجد في جزر بحر الشمال .
ودعة حلزون الكلب المحبوكة Netted Dog-welk ( نساريوي رتكيولاتس
Nassasrius Reticulatus ) يعيش على افتراس الرخويات الآخرى بثقب اصدافها
بخرطومه Proboscis .
بطنقدم مياه عذبة
قوقع مياه عذبة Fresh – Water Snail ( فيفيبارس فيفيبارس Viviparus
Viviparus . يعيش في الجداول والأنهار ، ويمكنه غلق صدفته بغطاء قرني محكم تماماً ،
وهو المبين في الصورة العليا على اليمين. وتولد الصغار أحياء .
بطنقدميات برية
هذه هي البزاقات والقواقع المعروفة .
بزاق الحديقة Slug ( ليماكس ماكسيمس Limax maximum ) . توجد منه
عدة أنواع بعضها يعتبر وباء كبيراً للحدائق ، ولا توجد لمعظمها صدفة خارجية .
قوقع Snail ( هيلكس نموراليس Helix nemoralis ) . عند بيان القواقع في الشتاء
، فإن فتحة الصدفة تغلق بسدادة من مخاط جاف يمسى الحاجز الفوقي Epiphragm .
وهذا الحاجز يختلف عن غطاء فوقع المياه العذبة الذي يعتبر جزءاً من جسم الحيوان .
رأسقدميات
تتمثل القدم جزئياً بحلقة من الأذرع Tentacleتحيط بالرأس ( رأسقدم تعني
Cephalopod). وجزئياً تسمى القمع Funnel يندفع الماء خلالها إلى الخارج ، بحيث
يسبح الحيوان بالدفع المائي Jet Propulsion.
وتعتبر الرأسقدميات من أنشط الرخويات وأكثرها تنظيماً ، ولها مخ حقيقي مكون من
العقد العصبية الأمامية Anterior Nerve Ganglia ، وتشتمل على حبار السبيط
Cuttlefish ، والأخطبوط Octopus، وحبار الأسكويد Squid .
وأكثر الرخويات الحية بدائية هو النوتي ( Nautilus ) ، ويوجد في منطقة المحيط الهادي
الهندية الحارة . وله صدفة حلزونية مقسمة إلى سلسلة من الحجرات بوساطة حواجز
صدفية ، وعندما ينمو الحيوان فإنه يتحرك إلى حجرات اكثر فأكثر على التوالي ، تاركاً
الحجرات التي كان بها خالية من ورائه. ويختلف النوتي عن بقية البطنقدميات الأخرى في
أن له أربعة خياشيم Gillus .
الرأسقدميات الذي يصنع مهداً لصغاره .
ارجونوتا أرجو ( Argonauta argo ).
هذا الراسقدم هو في الواقع نوع من الأخطبوط الذي يسبح فوق مياه المحيط .
وفي وقت التكاثر ، تفرز اثنتان من أذرع الأنثى نوعاً من الصدف دقيقاً ورفيعاً، حيث
يوضع البيض وتفقس الصغار . والأنثى كبيرة إلى حد ما – قد يبلغ قطر " صدفتها " قدما
– لكن ذكر الأرجونوت صغير إذ يبلغ طوله ½ بوصة .
ولنذكر أن " صدفة " الأرجونوت Argonaut تختلف تماماً عن الصدف الحقيق
للرخويات الأخرى.
الشكل الخارجي والتشريح الداخلي
أن المميزات الثلاث الطبيعية للقوقع هي القدم ، والبرنس Mantle ، والصدفةShell
، وهذه موضحة أسفل .
القدم : الجزء الظاهر من القوقع ، والذي يمكن رؤيته ممتد أمام وخلف القوقع عند تحركه
يسمى القدم، لأن معظمه مكون من " نعل " عضلي يلامس الأرض . ويوجد رأس
القوقع عند طرف القدم الأمامي، ويتصل به زوجان من اللوامس Tentacles ، يتصل
بالزوج الأعلى والأكبر منها عيون في طرفه ، والزوج الأسفل يحمل أعضاء الشم . وفم
القوقع في الأمام ، وتوجد عند الجانب الأيمن للرأس ، فتحة يضع منها القوقع البيض .
البرنس : عبارة عن طية جلدية ، تغطي جزء الجسم المحتوي على الأعضاء الداخلية ،
ويلتحم بالقدم عند فتحة الصدفة ، ويوجد بنيه وبين الجزء الأمامي من الجسم فجوة
تسمى فجوة البرنس ، وجدران هذه الفجوة مزودة بعدد كبير من الأوعية الدموية ، تفتح
إلى الخارج ، وتستخدم كرئة .
الصدفة : يفرز البرنس الطبقة الخارجية للصدفة ، التي تتركب أساساً من كربونات
الكلسيوم ، وهي على شكل أنبوبة مستدقة الطرف ، ملتوية على هيئة حلزون ، حول
محور وسطي يسمى عويمود Columella، والالتفاف الحلزوني لمعظم اصداف القواقع
( جميع الموضحة هنا ) يكون جهة اليمين (يميني ) ، أي فتحة الفم أو فم الصدفة يكون
جهة اليمن عند امساكها ، والقمة للجهة العليا ، والفم تجاهك ، ومع ذلك فتوجد بعض
الأنواع ذات الالتفاف الحلزوني اليساري ( يساري ) .
قوقع الحديقة ( هيلكس اسبرسا Helix aspersa ) : أكبر القواقع المألوفة في بريطانيا .
القوقع العملاق ( اكاتينا فوليكا Achatina fulica ) : موطن هذا القوقع الكبير
أفريقيا ، ولكنه ادخل مصادفة إلى آسيا ، حيث يعتبر الآن آفة .
القوقع الذي يؤكل ( هيكلس بوماتيا Heliz pomatia ) : يوجد في جنوب شرق
إنجلترا .
( هيلكس نيموراليس Helix nemoralis ) : قوقع صغير جميل اللون ، منتشر إلى حد
ما .
ما هو الحيوان الثديي ؟
إن الصفات المحددة والمتعارف عليها ، بوجه عام ، بالنسبة للحيوان الثديي أنه " حيوان
فقاري ، ذو دم دافئ ، يرضع صغاره " . وهذا صحيح إلى حد كبير ، فليست هناك
حيوانات ، فيما عدا الثدييات ، تتمتع بهذه الصفات الثلاث مجتمعة .
وللثدييات ، فوق هذا ، أخرى عديدة تشارك في بعضها مجاميع أخرى من الحيوانات ،
بينما يقتصر بعضها الآخر على الثدييات نفسها
يمكن اعتبار الصفات العشر التالية ، وقفاً على الثدييات : الشعر ، الغدد الثديية لإفراز
اللبن ، ترتيب خاص للفقرات العنقية ، الغدد العرقية ، الحجاب الحاجز ، عضو لإحداث
الصوت أو الحنجرة ، القوقعة أو الأذن الداخلية ، ذات التفات لولبي ، بينما تتكون الأذن
المتوسطة من ثلاث عظيمات ، الشفتان ، يلتف الشريان الأورطي إلى اليسار ، كما
يتكون الفك السفلي من عظمة واحدة .
صفات مثالية وليست خاصة
تعتبر الصفات التالية مثالية بين الثدييات ، إلا أنها ليست خاصة بهذه الحيوانات .
زوجان من الأطراف ، وهذه تستخدم عادة في الجري ، وأحياناً للتسلق ، أو السباحة ،
أو الطيران ، ويتكون كل من هذه الأطراف من خمس أصابع ( يدوية أو قدمية ) قد تقل،
ولكنها لا تزيد ، وتشارك الثدييات في هذه الصفة ، الطيور والزواحف ، والبرمائيات .
الولادة ، تحمل الغالبية العظمى من الثدييات صغارها أحياء ، ويشاركها في هذا بعض
الزواحف والبرمائيات .
الاحتفاظ بدرجة حرارة عالية وثابتة ، وتشاركها في ذلك الطيور .
قلب مقسم إلى أربع غرف ، وتشاركها في هذا الطيور والتماسيح .
الأسنان ، وتشاركها في هذا الأسماك ، والبرمائيات ، والزواحف ، وتتميز اسنان الثدييات
بتكامل تكونيها ، وتباين أشكالها ، وفقاً لوظائفها ، أو نوع الطعام المستخدم .
المخ في الثدييات متغضن ( ذو تلافيف وانحناءات ) ، وعلى درجة عالية من التكوين .
وسنتناول الحصان بالفحص ، كحيوان ثديي مثالي ، لنشاهد هذه الصفات المختلفة .
الفك السفلي – يتكون الفك السفلي للثدييات ، بخلاف الفقاريات الأخرى ، من عظمة
واحدة تعرف بالعظمة السنية Dentary .
الشفتان – يحاط الفم في جميع الثدييات بشفتين ، فيما عدا خلد الماء ( له منقار ) ، وقريبه
قنفذ النمل Echidna.
الحجاب الحاجز – يفصل القلب والرئتين عن الأعضاء البطنية ( الكبد ، المعدة ،
الأمعاء...الخ ) ، في الثدييات ، ثنية من النسيج العضلي تعرف بالحجاب الحاجز ، مكونة
من فراغين صدري وبطني منفصلين ، ومن الصفات الخاصة بالثدييات ، اندفاع الهواء إلى
الرئتين ، نتيجة لحركة الحجاب الحاجز.
الشعر – تحمل كل الثدييات شعراً على أجسادها ، وفي الغالبية العظمى من الثدييات ،
يغطي الشعر الجسم بأكمله ، ويتميز الفيل – وهو حيوان استوائي – بشعره القليل .
ويقتصر وجود الشعر في الحوت ، على عدد ضئيل من الشعيرات الخشنة المحيطة بالفم .
القوقعة وعظميات الأذن الوسطى – تتكون القوقعة من أنبوبة ذات التفاف حلزوني ،
يشعل عضو السمع للأذن الداخلية ، وتعرف عظيمات الأذن الوسطى ، وفقاً لأشكالها :
بالمطرقة ، والسندان ، والركاب ، وتقوم هذه العظيمات بربط القوقعة بطبلة الأذن ،
ويقتصر وجودها على الثدييات .
الحنجرة – العضو المحدث للصوت ، ويتم عملها نتيجة لمرور الهواء من الرئتين ، فيعمل
على تذبذب الحبال الصوتية . وتحدث الطيور أصواتها بعضو مائل يسمى الحنجرة السفلى
Syrinx.
الفقرات العنقية – يوجد منها بعنق الحيوان الثديي ، وفيما عدا قلة نادرة – سبع فقرات ،
ويصدق هذا على الزرافة والزباب القزم Pygmy Shrew ، الذي لا يزيد طول عنقه
على ¼ بوصة ، واستثناء من القاعدة ، يوجد لبقر البحر Dugong من رتبة عرائس
البحر Sirenia ، وبعض من أنواع الدب الأمريكي وآكل النمل ، ست من الفقرات
العنقية ، وتعرف الفقرة ، الأولى بالحاملة ، والثانية بالمحور، وتحدث بهما تحورات تساعد
على حرية حركة الجمجمة على العنق .
القلب – ينقسم القلب إلى 4 حجرات ، في كل من الثدييات ، والطيور ، والتماسيح ،
ويترتب على ذلك ، سريان كل من الدم الوريدي والشرياني في دورة منفصلة ، وينحني
الشريان الأورطي يساراً في الثدييات ، ويميناً في الطيور .
الغدة الثديية – تغذي جميع الثدييات ، حتى ما يعيش منها في البحار كالحيتان ، أو ما
يطير في الهواء كالخفافيش ، صغارها باللبن الذي تفرزه غدد ثديية تسمى الثدي أو الضرع
الغدد العرقية – يقتصر وجودها على الثدييات . ويمر من هذه الغدد سائل ( العرق ) إلى
خارج الجسم. ويعمل هذا السائل ، عند تبخره ، على ترطيب الجلد . مما يساعد على
تنظيم درجة حرارة الجسم .
زوجان من الأطراف – تبعاً لمنشئها ، يتميز الحيوان الثديي بأنه رباعي الأطراف . وقد
يحدث تحور للزوج الأمامي ، ليكون زعانفاً للسباحة ، كما في الحيتان ، وبقر البحر ، أو
ليكون أجنحة كما في الخفافيش ، أو أذرع وأيدي ، كما في الإنسان والثدييات العليا .
وتضمر الأطراف الخلفية في الحيتان، وبقر البحر ، وتختزل إلى عظام صغيرة داخل الجسم .
ويبلغ العدد الأصلي للأصابع ( يدوية أو قدمية ) خمساً ، إلا أنها قد تختزل ، كما في
الحصان ، حيث يظل الإصبع الثالثة لكل من الأطراف في تمام نموه.
درجة الحرارة – تحفظ كل من الثدييات والطيور ، بدرجة حرارة داخلية ثابتة ، ترتفع
عادة وكثيراً من الوسط المحيط بها. ويساعد على هذا غطاء كثيف من الشعر (أو الريش) .
ودورة دموية ذات كفاءة عالية ، وتتراوح درجة حرارة الحيوان الثديي عادة ما بين 95ْ-
100ْ فهرنهايت .
الأسنان – يوجد لكل من الأسماك ، والزواحف ، وبعض البرمائيات ، أسنان بسيطة
ومدببة ، تستخدم في القبض والإمساك بالطعام . وتختلف أسنان الثدييات عن غيرها من
ناحيتين : أولا ، توجد للحيوان الثديي أنواع مختلفة من الأسنان ( قواقع ، أنياب ،
ضروس ) . تقوم بمهام متباينة كالإمساك ، أو قطع، أو طحن الغذاء ، ثانياً : تتميز
الأنواع المختلفة للثدييات ، بطرز من الأسنان تتلاءم تماماً مع ما تتناوله هذه الحيوانات من
غذاء ( انظر الأمثلة أعلى ) .
المخ – يوجد لكل من الفقاريات مخ ، بينما يتمتع العديد من اللافقاريات ، كالحشرات
بوجود نوع من المخ ، قد لا يزيد عن كونه تجمعاً صغيراً من العقد العصبية . ويتميز المخ
في الثدييات ، وفي مقدمتها الثدييات العليا ( القرود والغوريللا والأنسان ) برقية الظاهر ،
مما أتاح لها أن تتبوأ مكان الصدارة في هذا العالم .
أسنان الثدييات
" أرني أسنانك ، وسأخبرك ماذا تأكل " ، هذا هو المبدأ الذي يمكن تطبيه على نطاق
واسع ، عند دراسة الحيوانات .
إن الأسنان تركيبات صلبة للغاية ، مكونة من مادة العاج Dentine والميناء Enamd ،
وتخرج من فكون الحيوانات الفقارية Vertebrate . ولا يوجد للحيوانات اللافقارية
أسنان حقيقية ، لأن هياكلها (إذا كانت هناك هياكل ) لا تتكون من العظم ، ولا يوجد
بن الفقاريات ، أي طائر حي ، له أسنان من أي نوع ، وإن كانت لبعض الطيور
المنقرضة أسنان . وتوجد عادة للأسماك والبرمائيات والزواحف أسنان ، وهي بسيطة
التركيب ، يتكون كل منها من بروز ، أو نتوء حادة : والأسنان متشابهة تقريباً للنوع
الواحد .
وتتميز الثدييات عن غيرها بأسنان المتباينة المعقدة التركيب . ونقصد " بالمتباينة " ، وجود
أنواع مختلفة من الأسنان في فكوك الحيوان نفسه ، وتستخدم في أغراض مختلفة . ويمكنك
أن تتبين ذلك ، إذا أخذت في الإعتبار أن أسنانك الأمامية مهيأة لقضم الطعام ، بينما
تقوم الأسنان الخلفية بطحنها ، ويبدو هذا التباين أكثر وضوحاً في ثدييات أخرى كثيرة .
ويمكن استخدام خطة واحدة لتقسيم غالبية أسنان الثدييات . فالقواطع Incisors أمامية ،
وتستخدم "للقضم " ، ويوجد خلفها على كل فك زوج واحد من الأنياب Canine ، أو
" أسنان العراك " ويوجد خلف هذا مرة أخرى الضروس الأمامية Premolars والخلفية ،
التي تستخدم عادة في مضغ الطعام ، وإن كانت تستخدم في بعض الثدييات ( آكلات
اللحوم ) لتمزيق الطعام .